الأحد 24 نوفمبر 2024

مصعب بن عمير ...أول سفراء الأسلام

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

مصعب بن عمير أول سفراء الاسلام.
هذا رجل من أصحاب محمد ما أجمل أن نبدأ به الحديث. غرة فتيان قريش وأوفاهم جمالا وشبابا.. يصف المؤرخون والرواة شبابه فيقولون كان أعطر أهل مكة.. ولد في النعمة وغذي بها وشب تحت خمائلها. ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر بتدليل أبويه بمثل ما ظفر به مصعب بن عمير.. ذلك الفتر الريان المدلل المنعم حديث حسان مكة ولؤلؤة ندواتها ومجالسها أيمكن أن يتحول الى أسطورة من أساطير الايمان والفداء.. بالله ما أروعه من نبأ.. نبأ مصعب بن عمير أو مصعب الخير كما كان لقبه بين المسلمين. انه واحد من أولئك الذين صاغهم الاسلام ورباهم محمد عليه الصلاة والسلام.. ولكن أي واحد كان.. ان قصة حياته لشرف لبني الانسان جميعا.. لقد سمع الفتى ذات يوم ما بدأ أهل مكة يسمعونه من محمد الأمين صلى الله عليه وسلم.. محمد الذي يقول أن الله أرسله بشيرا ونذيرا. وداعيا الى عبادة الله الواحد الأحد. وحين كانت مكة تمسي وتصبح ولا هم لها ولا حديث يشغلها الا الرسول عليه الصلاة والسلام ودينه كان فتى قريش المدلل أكثر الناس استماعا لهذا الحديث. ذلك أنه كان على الرغم من حداثة سنه زينة المجالس والندوات تحرص كل ندوة أن يكون مصعب بين شهودها ذلك أن أناقة مظهره ورجاحة عقله كانتا من خصال ابن عمير التي تفتح له القلوب والأبواب.. ولقد سمع فيما سمع أن الرسول ومن آمن معه يجتمعون بعيدا عن فضول قريش وأذاها.. هناك على الصفا في درا الأرقم بن أبي الأرقم فلم يطل به التردد ولا التلبث والانتظار بل صحب نفسه ذات مساء الى دار الأرقم تسبقه أشواقه ورؤاه... هناك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقي بأصحابه فيتلو عليهم القرآن ويصلي معهم لله العلي القدير. ولم يكد مصعب يأخذ مكانه وتنساب الآيات من قلب الرسول متألفة على شفتيه ثم آخذة طريقها الى الأسماع والأفئدة حتى كان فؤاد ابن عمير في تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود..! ولقد كادت الغبطة تخلعه من مكانه وكأنه من الفرحة الغامرة يطير. ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بسط يمينه الحانية حتى لامست الصدر المتوهج والفؤاد المتوثب فكانت السکينة العميقة عمق المحيط.. وفي لمح البصر كان الفتى الذي آمن وأسلم يبدو ومعه من الحكمة ما بفوق ضعف سنه وعمره ومعه من التصميم ما يغير سير الزمان..!!!

كانت أم مصعب خناس بنت مالك تتمتع بقوة فذة في شخصيتها وكانت تهاب الى حد الرهبة.. ولم يكن مصعب حين أسلم ليحاذر أو ېخاف على ظهر الأرض قوة سوى امه. فلو أن مكة بل أصنامها وأشرافها وصحرائها استحالت هولا يقارعه ويصارعه لاستخف به مصعب الى حين.. أما خصومة أمه فهذا هو الهول الذي لا يطاق..! ولقد فكر سريعا وقرر أن يكتم اسلامه حتى يقضي الله أمرا. وظل يتردد على دار الأرقم ويجلس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قرير العين بايمانه وبتفاديه ڠضب أمه التي لا تعلم خبر اسلامه خبرا.. ولكن مكة في تلك الأيام بالذات لا يخفى فيها سر فعيون قريش وآذانها على كل طريق ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها الناعمة اللاهبة الواشية.. ولقد أبصر به عثمان بن طلحة وهو يدخل خفية الى دار الأرقم.. ثم رآه مرة أخرى وهو سصلي كصلاة محمد صلى الله عليه وسلم فسابق ريح الصحراء وزوابعها شاخصا الى أم مصعب

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات