مصعب بن عمير ...أول سفراء الأسلام
والدعاة والمبشرين والغزاة بعد حين من الزمان قريب.. وحمل مصعب الأمانة مستعينا بما أنعم الله عليه من رجاحة العقل وكريم الخلق ولقد غزا أفئدة المدينة وأهلها بزهده وترفعه واخلاصه فدخلوا في دين الله أفواجا.. لقد جاءها يوم بعثه الرسول اليها وليس فيها سوى اثني عشر مسلما هم الذين بايعوا النبي من قبل بيعة العقبة ولكنه ام يكد يتم بينهم بضعة أشهر حتى استجابوا لله وللرسول..!! وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة كان مسلمو المدينة يرسلون الى مكة للقاء الرسول وفدا يمثلهم وينوب عنهم.. وكان عدد أعضائه سبعين مؤمنا ومؤمنة.. جاءوا تحت قيادة معلمهم ومبعوث نبيهم اليهم مصعب ابن عمير. لقد أثبت مصعب بكياسته وحسن بلائه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف كيف يختار.. فلقد فهم مصعب رسالته تماما ووقف عند حدودها ز عرف أنه داعية الى الله تعالى ومبشر بدينه الذي يدعوا الناس الى الهدى والى صراط مستقيم. وأنه كرسوله الذي آمن به ليس عليه الا البلاغ.. هناك نهض في ضيافة أسعد بم زرارة يفشيان معا القبائل والبويت والمجالس تاليا على الناس ما كان معه من كتاب ربه هاتفا بينهم في رفق عظيم بكلمة الله انما الله اله واحد.. فاجأه وهو يعظ الانس أسيد بن خضير سيد بني عبد الأشهل بالمدينة فاجأه شاهرا حربتهو يتوهج ڠضبا وحنقا الوافد اليهم فما أحد يعرف مكانه ولا أحد يستطيع أن يراه..!! وما ان رأى المسلمون الذين كانوا يجالسون مصعبا مقدم أسيد ابن حضير متوشحا غضبه المتلظي وثورته المتحفزة حتى وجلوا.. ولكن مصعب الخير ظل ثابتا وديعا متهللا.. وقف اسيد أمامه مهتاجا وقال يخاطبه هو وأسعد بن زرارة ما جاء بكما الى حينا تسهفان ضعفاءنا.. اعتزلانا اذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة..!! وفي مثل هدوء البحر وقوته.. وفي مثل تهلل فتستمع..! فان رضيت أمرنا قبلته.. وان كرهته كففنا عنك ما تكره. الله أكبر. ما أروعها من بداية سيسعد بها الختام..!! كان أسيد رجلا أريبا عاقلا.. وها هو ذا يرى مصعبا يحتكم معه الى ضميره فيدعوه أن يسمع لا غير.. فان اقتنع تركه لاقتناعهو وان لم يقتنع ترك مصعب حيهم وعشيرتهم وتحول الى حي آخر وعشيرة أخرى غير ضار ولا مضار.. هنالك أجابه أسيد قائلا أنصفت.. وألقى حربته الى الأرض وجلس يصغي.. ولم يكد مصعب يقرأ القرآن ويفسر الدعوة التي جاء بها محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام حتى أخذت أسارير أسيد تبرق وتشرق.. وتتغير مع مواقع الكلم وتكتسي بجماله..!! ولم يكد مصعب يفرغ من حديثه حتى هتف به أسيد بن حضير وبمن معه قائلا ما أحسن هذا القول وأصدقه.. كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين..