الجمعة 22 نوفمبر 2024

ابو بكر الصديق

انت في الصفحة 10 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

ذلك إن شئتما. ومر الصديق بجارية بني مؤمل حي من بني عدي وكانت مسلمة وكان عمر بن الخطاب رضي الله آنذاك مشركا وكان شديد الغلظة على المسلمين وكان يضربها ضړبا مؤلما لساعات طوال ثم يتركها ويقول إني لم أتركك إلا عن ملالة. مر بها الصديق فابتاعها ثم أعتقها لوجه الله. ودعا الصديق غلامه عامر بن فهيرة إلى الإسلام فلما أسلم أعتقه أيضا لوجه الله. وكما رأينا فإن الصديق لم يكن يفرق بين عبد وأمة أو قوي وضعيف هذا الأمر لفت نظر أبيه أبي قحافة فقال له يا بني إني أراك تعتق رقابا ضعافا فلو أنك إذ فعلت أعتقت رجالا جلدا يمنعونك ويقومون دونك ولا ننسى أن الصديق من بطن ضعيف من بطون قريش فقال الصديق في إيمان عميق يا أبت إني إنما أريد ما أريد لله . فأنزل الله في حقه قرآن كريما قال وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى الليل 21. قال ابن الجوزي أجمع العلماء أنها نزلت في أبي بكر الصديق . وتخيل معي أن الله ينزل قرآنا يشهد فيه للصديق بالتقوى بل بأنه الأتقى ويشهد له بإخلاص النية فهو يريد أن يتزكى ولا يريد جزاء من أحد وإنما يريد وجه الله فقط ثم انظر الوعد الرباني الجليل العظيم ولسوف يرضى ومهما تخيلت من ثواب وجزاء ونعيم فلا يمكن أن تتخيل ما أعده الله لمن وعد بإرضائه ولسوف يرضى الليل 21. روى أبو داود في سننه عن أبي هريرة قال قال رسول الله أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي. الصديق كان يملك عند إسلامه أربعين ألف درهم أنفقها جميعا في سبيل الله أنفق منها خمسة وثلاثين ألف درهم في مكة حتى لم يبق إلا خمسة آلاف درهم أخذها معه في الهجرة أنفقها على رسول الله وعلى المؤمنين حتى فني ماله أو قل بقي ماله. وليس فني ماله. فالذي يبقى هو الذي ينفق في سبيل الله والذي يفنى هو الذي يمسك في يد العبد ولكن تخيل قدر هذا الإنفاق لا بد أن نعرف قيمة هذه الأربعين ألف درهم في زماننا لا تنسى أننا نتحدث عن زمن مر عليه أكثر من ألف وأربعمائة عام إذا كانت قيمة الجنيه المصري مثلا قد تغيرت كثيرا في غضون عشرة أو عشرين أو ثلاثين سنة فما بالك بألف وأربعمائة من السنين تعالوا نقوم بحسبة لطيفة ورد في بعض الأحاديث عن رسول الله أنه اشترى شاة بدرهم إذن الصديق كان يملك ما يساوي أربعين ألف شاة ونحن اليوم نشتري الشاة بمتوسط 800 جنيه مصري مثلا إذن الصديق
كان يملك ما يساوي 32 مليونا من الجنيهات المصرية يعني أكثر من 6 مليون دولار وطبعا كان الدرهم له قيمته ولم يكن هناك تضخم ولا أزمة اقتصادية ولا تعويم للدرهم. سبحان الله أنفق كل هذه الثروة الطائلة في سبيل الله وفوق ذلك كان تاجرا لم يتوقف عن تجارته فهناك إنفاق فوق كل هذه الأموال المدخرة وفوق ذلك هناك إنفاقه في المدينة المنورة من تجارته هناك فقد أنفق كل أمواله في فترة مكة كما ذكرنا لكن عاود الكسب من جديد فمثلا أنفق في تبوك أربعة آلاف درهم حوالي مليون ونصف جنيه مصري كانت هي كل ما يملك من مال ولم يترك لأهله إلا كما قال تركت لهم الله ورسوله. هذا الإنفاق العجيب والنفس المعطاءة هو الذي دفع رسول الله أن يقول فيما رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة وأرضاه ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر. فبكى أبو بكر وقال هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله. وفي رواية الترمذي عن أبي هريرة قال قال رسول الله ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يدا يكافئه الله بها يوم القيامة وما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر.

10 

انت في الصفحة 10 من 10 صفحات