مصعب بن عمير ...أول سفراء الأسلام
حيث ألقى عليها النبأ الذي طار بصوابها... ووقف مصعب أمام أمه وعشيرته وأشراف مكة مجتمعين حوله يتلو عليهم في يقين الحق وثباته القرآن الذي يغسل به الرسول قلوبهم ويملؤها به حكمة وشرفا وعدلا وتقى. وهمت أمه أن تسكته بلطمة قاسېة ولكن اليد التي امتدت كالسهم ما لبثت أم استرخت وتنحت أمام النور الذي زاد وسامة وجهه وبهاءه جلالا يفرض الاحترام وهدوءا يفرض الاقناع.. ولكن اذا كانت أمه تحت ضغط الى ركن قصي من أركان دارها وحبسته فيه وأحكمت عليه اغلاقه وظل رهين محبسه ذاك حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين الى أرض الحبشة فاحتال لنفسه حين سمع النبأ وغافل أمه وحراسه ومضى الى الحبشة مهاجرا أوابا.. ولسوف يمكث بالحبشة مع اخوانه المهاجرين ثم يعود معهم الى مكة ثم يهاجر الى الحبشة للمرة الثانية مع الأصحاب الذين يأمرهم الرسول بالهجرة فيطيعون. ولكن سواء كان مصعب بالحبشة أم في مكة فان تجربة ايمانه تمارس تفوقها في كل مكان وزمان ولقد فرغ من اعداة صياغة حياته على النسق الجديد الذي أعطاهم محمد نموذجه المختار واطمأن مصعب الى أن حياته قد صارت جديرة بأن تقدم قربانا لبارئها الأعلى وخالقها العظيم.. خرج يوما على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله فما ان بصروا به حتى حنوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونهم دمعا شجيا.. ذلك أنهم رأوه.. يرتدي جلبابا مرقعا باليا وعاودتهم صورته الأولى قبل اسلامه حين كانت ثيابه كزهور الحديقة النضرة وألقا وعطرا.. وتملى رسول الله مشهده بنظرات حكيمة شاكرة محبة وتألقت على شفتيه ابتسامته الجليلة وقال لقد رأيت مصعبا هذا وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه ثم ترك ذلك كله حبا لله ورسوله.!! لقد منعته أمه حين يئست من ردته كل ما كانت تفيض عليه من نعمة.. وأبت أن يأكل طعامها انسان هجر الآلهة وحاقت به لعڼتها حتى ولو يكون هذا الانسان ابنها..!! ولقد كان آخر عهدها به حين حاولت حپسه مرة أخرى بعد رجوعه من الحبشة. فآلى على نفسه لئن باكيا.. وكشفت لحظة الوداع عن اصرار عجيب على الكفر من جانب الأم واصرار أكبر على الايمان من جانب الابن.. فحين قالت له وهي تخرجهمن بيتها اذهب لشأنك لم أعد لك أما. اقترب منها وقاليا أمه اني لك ناصح وعليك شفوق فاشهدي بأنه لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله... أجابته غاضبة مهتاجة قسما بالثواقب لا أدخل في دينك فيزرى برأيي ويضعف غقلي..!! وخرج مصعب من العنمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرا الشظف والفاقة.. وأصبح الفتى المتأنق المعطر لا يرى الا مرتديا أخشن الثياب يأكل يوما ويجوع أياماو ولكن روحه المتأنقة بسمو العقيدة والمتألقة بنور الله كانت قد جعلت منه انسانا آخر يملأ الأعين جلال والأنفس روعة...
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.