الخميس 21 نوفمبر 2024

ابو الدرداء

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

من اثنين اما ولد صالح يعمل فيه بطاعة الله فيسعد بما شقيت به.. واما ولد عاص يعمل فيه بمعصية الله فتشقى بما جمعت له فثق لهم بما عند الله من رزق وانج بنفسك..! كانت الدنيا كلها في عين أبي الدرداء مجرد عاړية.. عندما فتحت قبرص وحملت غنائم الحړب الى المدينة رأى الناس أبا الدرداء يبكي... واقتربوا دهشين يسألونه وتولى توجيه السؤال اليه جبير بن نفير قال له يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الاسلام وأهله.. فأجاب أبو الدرداء في حكمة بالغة وفهم عميق ويحك يا جبير.. ما أهون الخلق على الله اذا هم تركوا أمره.. بينما هي أمة ظاهرة قاهرة لها الملك تركت أمر الله فصارت الى ما ترى..! أجل.. وبهذا كان يعلل الاڼهيار السريع الذي تلحقه جيوش الاسلام بالبلاد المفتوحة افلاس تلك البلاد من روحانية صادقة تعصمها ودين صحيح يصلها بالله.. ومن هنا أيضا كان يخشى على المسلمين أياما تنحل فيها عرى الايمان وتضعف روابطهم بالله وبالحق وبالصلاح فتنتقل العاړية من أيديهم بنفس السهولة التي انتقلت بها من قبل اليهم..!!
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
وكما كانت الدنيا بأسرها مجرد عاړية في يقينه كذلك كانت جسرا الى حياة أبقى وأروع.. دخل عليه أصحابه يعودونه وهو مريض فوجدوه نائما على فراش من جلد.. فقالوا له لو شئت كان لك فراش أطيب وأنعم.. فأجابهم وهو يشير بسبابته وبريق عينيه صوب الأمام البعيد ان دارنا هناك.. لها نجمع.. واليها نرجع.. نظعن اليها. ونعمل لها..!! وهذه النظرة الى الدنيا ليست عند أبي الدرداء وجهة نظر فحسب بل ومنهج حياة كذلك.. خطب يزيد بن معاوية ابنته الدرداء فرده ولم يقبل خطبته ثم خطبها واحد من فقراء المسلمين وصالحيهم فزوجها أبو الدرداء منه. وعجب الناس لهذا التصرف فعلمهم أبو الدرداء قائلا ما ظنكم بالدرداء اذا قام على رأسها الخدم والخصيا وبهرها زخرف القصور.. أين دينها منها يومئذ..! هذا حكيم قويم النفس ذكي الفؤاد.. وهو يرفض من الدنيا ومن متاعها كل ما يشد النفس اليها ويوله القلب بها.. وهو بهذا لا يهرب من السعادة بل اليها.. فالسعادة الحقة عتده هي أن تمتلك الدنيا لا أن تمتلكك أنت الدنيا.. وكلما وقفت مطالب الناس في الحياة عند حدود القناعة والاعتدال وكلما أدركوا حقيقة الدنيا كجسر يعبرون عليه الى دار القرار والمآل والخلود كلما صنعوا هذا كان نصيبهم من السعادة الحقة أوفى وأعظم.. وانه ليقول ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يعظم حلمك ويكثر علمك وأن تباري الناس في عبادة الله تعالى.. وفي خلافة عثمان رضي الله عنه وكان معاوية أميرا على الشام نزل أبو الدرداء على رغبة الخليفة في أن يلي القضاء.. وهناك في الشام وقف بالمرصاد لجميع الذين أغرتهم مباهج الدنيا وراح يذكر بمنهج الرسول في حياته وزهده وبمنهج الرعيل الأول من الشهداء والصديقين.. وكانت الشام يومئذ حاضرة تموج بالمباهج والنعيم.. وكأن أهلها ضاقوا ذرعا بهذا الذي ينغص عليهم بمواعظه متاعهم ودنياهم.. فجمعهم أبو الدرداء وقام فيهم خطيبا يا أهل الشام.. أنتم الاخوان في الدين والجيران في الدار والأنصار على الأعداء.. ولكن مالي أراكم لا تستحيون.. تجمعون ما لا تأكلون.. وتبنون ما لا تسكنون.. وترجون ما لا تبلغون.. وقد كانت القرون من قبلكم يجمعون فيوعون.. ويؤملون فيطيلون.. ويبنون فيوثقون.. فأصبح جمعهم بورا.. وأماهم غرورا.. وبيوتهم قبورا.. أولئك قوم عاد ملؤا ما بين عدن الى عمان أموالا

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات