ابو بكر الصديق
الله فحدثه الحديث كما كان فرفع إلي رأسه فقال يا ربيعة ما لك والصديق فقلت يا رسول الله كذا وكذا فقال لي كلمة كرهتها فقال لي قل كما قلت حتى يكون قصاصا. فأبيت. فقال رسول الله أجل لا ترد عليه ولكن قل قد غفر الله لك يا أبا بكر. فقلت غفر الله لك يا أبا بكر. قال الحسن فولى أبو بكر وهو يبكي. وكان من رقته وحنانه أنه يشفق على المستضعفين في مكة يقول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما كان أبو بكر الصديق يعتق على الإسلام في مكة. بمعنى أنه إذا أسلم الرجل أو المرأة اشتراه من صاحبه وأعتقه. فكان يعتق عجائز ونساء إذا أسلمن فقال أبوه أي بني أراك تعتق أناسا ضعافا فلو أنك تعتق رجالا جلدا يقومون معك ويمنعونك ويدفعون عنك وقد كان أبو بكر الصديق في حاجة إلى ذلك لأن قبيلته قبيلة تيم كانت ضعيفة وصغيرة. فقال أبو بكر الصديق أي أبت أنا أريد ما عند الله. فنزل فيه قول الله تعالى فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى الليل 57. ونزل في أبي بكر كذلك قول الله تعالى وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى الليل 1721. وتأمل معي حينما يعد الله سبحانه وتعالى بنفسه عبده بأنه سيرضى أي ثمن دفع وأي سلعة تشترى ما أزهد الثمن المدفوع ولو كان الدنيا بأسرها وما أعظم السلعة المشتراة لأنها الجنة. لما وقع حاډث الإفك وتكلم الناس في حق أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها ابنة أبي بكر الصديق كان ممن تكلم في حقها مسطح بن أثاثة وهو من المهاجرين وهو ابن خالة الصديق فحلف الصديق أن لا ينفع مسطح بنافعة أبدا. وهذا رد فعل تجاه من طعن في عرض ابنته فمسطح لم يتكلم في خطأ عابر لأم المؤمنين السيدة عائشة بل يطعن في عرضها وشرفها وهذه چريمة شنعاء وذنب عظيم. فلما نزلت البراءة وأقيم الحد على المتكلمين نزل قول الله تعالى ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم النور 22. لا يأتل أي لا يحلف. أولوا الفضل وهو وصف خاص بالصديق وللعلماء تعليقات كثيرة على هذه الشهادة من رب العالمين على أبي بكر الصديق أنه من أولي الفضل على إطلاقها فهي تعني كل أنواع الفضل. فماذا كان رد فعل أبي بكر الصديق قال أبو بكر الصديق بلى والله إنا نحب أن تغفر لنا يا ربنا. ثم أرجع إلى مسطح ما كان يصله من