جمر الجليد حصري البارت السابع شروق مصطفى
أول ما يكلمني هبلغكم
ارتبكت مي من الإجابة وقالت بدهشة غير مصدقة
سيلا مع عاصم! إزاي الاتنين عمرهم ما طاقوا بعض!
رد معتز بجمود ده اللي قالهولي معرفش أكتر من كده أنا مكلف بس أوصلكم والباقي مش شغلي
مي ظلت صامتة تنظر من النافذة وعقلها يعج بالتساؤلات
عاصم إيه اللي ممكن يكون عايزه منها إحنا من يوم الحاډث وكل واحد بعيد عن التاني غريب جدا!
أكيد ما أكلتوش حاجة اتفضلي
نظرت مي إلى الكيس وهي تشعر بالجوع لكنها ترددت وأجابت بخجل
ميرسي مش جعانة
أدارت وجهها إلى الناحية الأخرى لتتجنب الموقف لكن صوت معتز الحازم جعلها تعود
كان صوته في الكلمة الأخيرة أكثر صرامة مما جعلها تمسك الكيس سريعا دون نقاش وحين لامست أصابعها الباردة يده لاحظ برودة يديها من المرآة الأمامية وأخذ يتابعها بنظراته
دون أن يتحدث كثيرا خلع جاكيته وأعطاها إياه بنظرة تحمل أمرا واضحا
نظرت إليه بدهشة وهمت بالاعتراض
بس أنا
قاطعها بجديته المعتادة
قلت البسي وخلصيني
تناولت الجاكيت بتردد وارتدته مستغربة من ملاحظته أنها تشعر بالبرد بعد لحظة من الصمت نظرت إليه وسألت بتردد
ممكن سؤال بس متتعصبش
نظر إليها من المرآة الأمامية وقال بنبرة متزنة
قولي
ترددت قليلا قبل أن تضيف
رفع حاجبه مستفسرا
إزاي يعني
خفضت صوتها وقالت بخجل
يعني متعصب مع الكل أنا كل مرة بشوفك فيها بتبقى متعصب
شعرت بالخۏف من ردة فعله فغطت وجهها بيديها كما لو أنها تختبئ لكنه ابتسم لأول مرة متسليا بحركتها الطفولية وقال بلهجة أخف
شيلي إيديك مستخبية ليه
أنزلت يديها ببطء وقالت بحذر
يعني مش هتزعق لي
ما أنت بتضحك أهو زينا يعني! أمال مالك يا عم التنين
رفع حاجبه مجددا وقال بابتسامة خفيفة
تنين!
قبل أن يرد تدخل وليد وهو يضحك
أحم أحم مش هتاكلونا بقى ولا إيه أنا متت من الجوع!
اڼفجر الجميع ضاحكين على كلمته مما أيقظ همسة التي كانت تغفو بجانبهم اعتدلت في جلستها وسألت بقلق
التفتت إليها مي وطمأنتها
على الأقل عرفنا هي فين سيلا مع عاصم وهو هيجيبها متقلقيش
تنفست همسة الصعداء وقالت بتأثر
بجد الحمد لله كنت ھموت من القلق عليها
رد وليد تلقائيا
بعد الشړ عليك
ساد الصمت للحظات قبل أن تفتح مي الكيس وتبدأ بتوزيع محتوياته عليهم
مرت ساعات طويلة ومع شروق الشمس توقفوا عند منزل مي لتوصيلها ثم منزل همسة قبل أن يتوجهوا أخيرا إلى وجهتهم النهائية
فاقت سيلا ببطء كأنها لم تنم منذ زمن طويل شعرت بثقل في جفونها فتحت عينيها بتردد لتجد نفسها في مكان غريب رمقت الغرفة بنظرات مضطربة ثم همست لنفسها بتساؤل
إيه ده أنا فين
حاولت أن تسترجع ما حدث آخر ما تتذكره كان وجودها في حمام القاعة ثم هجوم عاصم عليها وضعت يدها على رأسها عندما شعرت بصداع حاد عادت تنظر حولها بدهشة وقلق
إيه المكان ده
رمت الغطاء عنها ونهضت بسرعة توجهت إلى النافذة فتحتها وتجمدت في مكانها من الصدمة المنظر الخارجي كان غريبا تماما أشجار كثيفة تحيط بالمكان والجو بدا معزولا عن العالم تراجعت وهي تتمتم بارتباك
فين أنا
لم تلبث أن لاحظت شيئا غريبا آخر نظرت إلى